RSS

شاهد القنواه الفضائيه بث مباشر

اشترك فى الموقع ليصلك كل جديد

ادخل ايميلك ليصلك كل جديد من اخبار وصور وغرائب هذا العالم المجنون

ادخل ايميلك ليصلك كل جديد :

Delivered by FeedBurner

ما المواضيع التى تفضلها فى الموقع ؟؟

جديد الموقع

ابحث فى الموقع و فى الويب عن ما تريده

الشعب المصرى يستورد حاكماً من الخارج



فى عام ٩٦٨ وفى يوم ثلاثاء مات أبوالمسك كافور الإخشيدى، عن بضع وستين سنة، وكان حاكماً لمصر والشام على مدى ٢٢ عاماً، واختلفت الروايات حول موضع دفنه، فابن إياس يقول إنه دفن بالقرافة الصغرى فى مصر، وهناك رواية تقول إنه دفن بالقدس، فلما توفى أجمع قواد الجند ورجال البلاط على تولية ابنه أحمد ابن الإخشيدى أميراً على مصر، لكن هذه الترتيبات لم تدم طويلاً سوى أسابيع، وهى الفترة التى رآها المصريون كافية لوصول خبر وفاة كافور الإخشيدى إلى المعز لدين الله الفاطمى، بعد أن تأسس مُلك الفاطميين فى شمال أفريقيا، ولم يكن ينقصهم سوى موت كافور الإخشيدى ليفكروا فى ضم مصر.


وقيل فى هذا- إن يعقوب بن كلس، الوزير اليهودى المصرى الذى أسلم، قد هرب من مصر بعد أن أساء إليه الفضل جعفر، والتجأ يعقوب إلى بلاد المُعز، وهناك أخذ يغريه باحتلال مصر، ويقول ابن إياس: «إنه لما مات كافور الإخشيدى اضطربت أحوال الديار المصرية غاية الاضطراب، وجمع أهل القرى فى الخبر، وامتنعوا عن دفع الخراج، حينما غابت السيطرة على أمور الدولة وبدت مقاليدها بلا مسيطر، بادر أعيان مصر بالكتابة إلى المعز الذى كان بالمغرب، وطلبوا منه الحضور إلى الديار المصرية، ليتولى عليها،

وفى شهر شعبان من تلك السنة وصل جوهر الصقلى، قائد الجيوش الفاطمية، واستولى على مصر فانتهت بذلك الدولة الإخشيدية، بعد أن دام حكمها ٣٤ عاماً وعشرة أشهر وأربعة وعشرين يوماً، وبانتهاء الدولة الإخشيدية وبداية «الفاطمية» فإن تبعية مصر للدولة العباسية التى استمرت ٢٢٥ عاماً تكون قد انتهت، لتبدأ مصر صفحة جديدة فى ظل الحكم الفاطمى لتصبح فى مركز الدائرة ومحور الحياة الإسلامية النشطة.

ولكن يبدو أن الوزير اليهودى يعقوب بن كلس أطلع المعز على طبيعة مصر والمصريين «أرضا وشعباً»، وكان جوهر قد تحرك قاصداً مصر فى عام ٩٦٩، وكان سيده المعز، الذى طالما حلم بمصر أعد العدة قبلها بزمن، فعبد الطرق وحفر الآبار على طولها وجهز جيشاً قوامه ألف جندى، أغلبهم من قبيلة كتافة البربرية، جاء جوهر، وأبلغ المصريين بأنه جاء صديقاً مخلصاً لا غازياً «وأنه ما جاء إلا للإصلاح» تماماً مثل ذريعة الغرب الآن.

التقى المصريين قبل دخوله القاهرة، وعقد معهم وثيقة مكتوبة، أشبه بالدستور بين الحاكم والمحكومين، وحملت آمالاً عريضة للناس وأمنهم على ديارهم وأموالهم ودينهم وأعراضهم، وشدد على الجند بعدم التعرض للناس، ولم يواجه جوهر سوى الإخشيديين، الذين أوقع بهم هزيمة ثقيلة، ثم طلبوا الأمان فمنحهم إياه، وشرع فى بناء مدينة القاهرة كمقر لسكنى المعز وحصن للجيش الفاطمى، واستطاع أن يكسب قلوب المصريين، بعدما أنقذهم من القحط والمجاعة التى حطت بهم فى نهاية عهد الإخشيدى، وجاء بعشرات السفن المحملة بالقمح من المغرب،

ثم ضرب على يد التجار الجشعين، وبدأ يصلح فى شؤون الدولة، وطهر ترعة أمير المؤمنين، وأصلح الجسور وكلف المحتسبين بمراقبة الأسواق طوال العام، ثم بنى الجامع الأزهر ٩٧٢، وفى شهر شعبان مايو ٩٧٣ وصل المعز، وفى ذهنه نصائح الوزير اليهودى، متخذاً القاهرة عاصمة لملكه، وجاء حاملاً معه كنوز الفاطميين على ٥٠٠ بعير، واستقبله الناس والأعيان والعامة أحسن استقبال فى الإسكندرية، وألقى فيهم خطبة رائعة عند منارة الإسكندرية، تمكن من خلالها من كسب قلوب المصريين من أول لقاء، مؤكداً الميثاق الذى تعهد به جوهر للمصريين، ووصل فى شهر يونيو إلى القاهرة، وصلى ركعتين فاقتدى به الضوء،

وباعتبار أنه ليس للمصريين قناعة نهائية، فإن ابن خسلكان يقول لنا إن المعز حينما اقترب من القاهرة وخرج الناس للقائه، سأله واحد منهم: «إلى من ينتسب مولانا فقال المعز: سنعقد لكم مجلساً ونسرد عليكم نسبنا»، وكان مبعث السؤال هو تشكيك الناس فى نسب الفاطميين لفاطمة الزهراء، وما أن استقر المعز فى القصر حتى جمع الناس فى مجلس عام، وجلس إليهم وقال: «هل يؤمن رؤوسكم أحد،

فقالوا: لم يبق معتبر لم يحضر فسل المعز سيفاً وقال: هذا شىء ثم نثر عليهم ذهباً كثيراً، وقال وهذا حسبى فقال الحاضرون جميعاً «سمعنا وأطعمنا» بقى أن نقول إن هذه المرة لم تكن الوحيدة التى اختار فيها المصريون حكامهم من الخارج، فقد تكرر الأمر مع صلاح الدين الأيوبى ومحمد على باشا.. وغيرهما.

0 comments:

Post a Comment